شم النسيم .. الاحتفال بيوم شم النسيم جائز شرعًا، لأنه من العادات المصرية التى لا توجد فيها من الطقوس ما يخالف الشرع الشريف، لكنه جاء في وقت حظر التجول المقرر من مجلس الوزراء في هذه الأيام للحد من تفشي فيروس كورونا.
حكم الإحتفال بيوم شم النسيم
من المقرر أن العادات والأعراف طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة، ولا يلتفت إلى قول من قال فى أن هذا الاحتفال له من الجذور ومن الأصول ما يجب تحريمه"، وأن أكل الفسيخ والرنجة مباح شرعا ما لم يترتب على أكلها ضرر على صحة الإنسان أو تشتمل على محرمات.
آداب الإحتفال بيوم شم النسيم
أعلنت دار الإفتاء المصرية، عن آداب يجب أن تراعى عند الخروج للمتنزهات فى شم النسيم، وقالت إنه لابد من مراعاة التأنى فى قيادة وسيلة المواصلات، فقد حثنا الإسلام على التأنى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأناة مِن الله -التَّأنِّي-، والعَجَلَة مِن الشَّيطان»، مشددًا على أن ما نراه الآن من سرعة زائدة فى قيادة السيارات والخلافات المتكررة على أولوية السير شيء لا يقره الدين ولا الأخلاق.
ونصحت بالالتزام بقوانين المرور وممرات المشاة والأماكن المحددة للصعود والهبوط عند ركوب بعض وسائل المواصلات، لأن ذلك يصلح حياة الإنسان فى كل أموره ويقلل من نسبة المخاطر التى قد تنتج عند شدة الزحام.
ونبهت على ضرورة إعطاء الطريق حقه عند السير فى الطرق العامة ويدخل فى ذلك كف الأذى وعدم تضييق الطريق ومساعدة كبار السن وعدم السخرية من الفقراء وأصحاب المهن البسيطة، وكذلك عدم إزعاج الآخر، فيجب أن نحرص على إقامة علاقات طيبة مع الآخرين والإحسان إليهم وعدم إزعاجهم بأى من اوجه الإزعاج والضوضاء برفع الصوت أو الإكثار من استخدام أداة التنبيه أثناء قيادة السيارة زمن غير حاجة.
وألمحت إلى أنه يجب إزالة الأذى من الطريق، حيث قال رسول الله «من زحزح عن طريق المسلمين شيئًا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله الله بها الجنة»، وكذلك يجب مراعاة التعاون بين الناس على حمل المتاع على السيارة أو غير ذلك حيث قال النبى -صلى الله عليه وسلم-: «كُلُّ سُلاَمَى - عظم الإنسان - عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ».
وأكملت: كما يجب أيضًا، إماطة الأذى عن الطريق، وإبعاد كل ما يؤذى الناس من حجر أو شوك أو غير ذلك عن الطريق لحديث النبى -صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ»، وكذلك يجب المحافظة على نظافة الأماكن العامة، حيث قال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «منْ زَحْزَحَ عَنْ طَريقِ المُسْلِمينَ شَيئًا يُؤذِيهِمْ، كَتَبَ الله لَهُ بِهِ حَسَنَةً».
وحذرت الإفتاء من قضاء الحاجة فى الطريق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ" قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»، مطالبة بعدم التدخين فى الأماكن العامة، استنادًا إلى القاعدة: «لا ضرر ولا ضرار فى الإسلام»، وقد ثبت علميًا أن التدخين بكل أنواعه مضر بصحة الإنسان ومن حوله وملوث للبيئة فتجنب كل ما يؤذى للضرر لك ولغيرك.
وناشدت المواطنين، المحافظة على نظافة المياه من التلوث، فعن جابر قال: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الْجَارِي»، وكذلك يجب غض البصر عن محارم الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَ, فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ»
وتابعت: لا ينبغى إلقاء المخلفات على الأرض وفى المتنزهات، فمن مظاهر الرقى المحافظة على نظافة الأماكن العامة والطرق والحدائق، وعدم الكتابة على الجدران، فالمتأمل فى خلق الله يجد أن الكون كله يتسم بالجمال فلماذا نشوه كل ما تقع عليه أعيننا بأيدينا كالكتابة على الجدران والقاء القمامة فى الحدائق.